بيت السدو ... بيت النسيج التقليدي
بناه السيد يوسف المرزوق عام 1929م يقع البيت في منطقة القبلة، التي تطل على شارع الخليج العربي. وتبلغ مساحته 1061.5 متراً مربعاً. وهو من المباني القليلة المتبقية من حقبة الكويت قبل النفط، ويمتاز بالجمع بين أسلوب العمارة الكويتية التقليدية من حيث التصميم وفن العمارة الهندية من حيث الزخارف المنفذة على الأبواب والشبابيك. وهو أول منزل خاص بني من مادة الإسمنت والكونكريت المسلح في الكويت، وأشرف على بناءه أحد المعماريين الهنود الذي أحضر إلى البلاد خصيصاً لهذا الغرض.
ثم أشترى السيد يوسف شيرين بهبهاني البيت عام 1938م، وأضاف عدة تعديلات على البناء الأصلي، فقسم الدور الأرضي إلى طابقين كما كسيت أرضية البيت بالكاشي (البلاط) وأضيف مدفأتان في الدور الأرضي. وفي عام 1952 أدخلت الكهرباء إلى البيت وركبت المراوح في كل الغرف. وبسبب انتقال الأسرة الكويتية إلى المناطق السكنية الحديثة، غادرت أسرة بهبهاني البيت ليدشن عصراً جديداً له، يحتضن فيه فناً من فنون البادية ذو تاريخ عريق، وهو فن السدو، حيث تستخدمه حاليا الجمعية الحرفية التعاونية للسدو منذ عام 1979م. يتكون بيت السدو، شأنه شأن معظم بيوت الكويت، من دور واحد. وبعد أن انتقلت ملكيته إلى السيد يوسف بهبهاني، أضيف إليه دور أول وأغلقت بعض ملاقف الهواء (البادجير) وأضيفت خزائن خشبية. وللبيت ثلاث مداخل: المدخل الرئيسي للديوانية ويفتح على جهة شارع الخليج العربي، ومدخل آخر على نفس الجهة ويستغل لسكن الضيوف، ومدخل ثالث يحتل جهة الشمال الشرقي وهو مدخل الحريم. كذلك، يتسم البيت بميزة تجميلية خاصة به من حيث استخدام الآجر لمدخلين (مدخل الديوانية ومدخل الحريم) مع زخارف من مادة المينا والأقواس والأبواب الخشبية والشبابيك.
حوش الديوانية (استقبال الرجال): يقود باب المدخل الرئيسي إلى دهليز قصير (ممر) يفتح على حوش الديوانية، التي تقع إلى يمين المدخل. وقد أضاف إليها السيد يوسف بهبهاني مدفأة على الطراز الأوروبي، ولون سقفها بألوان وزخارف متنوعه. وهناك درج يؤدي إلى غرفة بالدور الأول والسطح وكذلك غرفتان وممر يؤديان إلى حوش الحريم ودورتين للمياه ومدخل للقبو.
حوش المطبخ: وهو حوش صغير يستغل لأعمال الطبخ وغسيل للأواني وغرف الخدم، به حمامين وبئر.
حوش الضيافة: ويتكون من غرفتين وحمام ومدخل جهة الحرم.
البادجير المستخدمة في البيت:
تتوزع البادجير في أكثر الغرف الرئيسية، فهي من عناصر التهوية الطبيعية التي تبنى عادة على الجدران الخارجية وخاصة الجانب الجنوبي الشرقي منها. وكانت آبار الملاقف تبنى عادة داخل سمك الحائط وتمتد إلى الأسفل لتنتهي في الغالب بفتحة لا يزيد ارتفاعها عن الأرض بمتر.
وهناك أيضا نوع آخر من المنافذ في البيت، وهي مسارب الهواء المواجهة للاتجاه المعاكس للريح. فقد كانت أكثر الحجرات مطلة على الحوش، لذا كان من الضروري سحب الهواء الرطب من داخل الغرف إلى الخارج من خلال بئر مؤدي إلى الأعلى باستخدام الريح المارة على جانبي البادجير المرتفع فوق سطح البيت مما يخلق جواً لطيفا داخل هذه الغرف. وكانت في الغرفة الواحدة عدة فتحات لدفع الهواء وأخرى لسحبه.
السدو:
يطلق أهل البادية كلمة السدو على عملية حياكة الصوف وعلى نول الحياكة نفسه. وتعتبر حياكة الصوف من أقدم الحرف التقليدية في شبه الجزيرة العربية، التي ارتبطت منذ البداية ببيئتها الصحراوية ونمط المعيشة فيها. فالنمط المعيشي للبادية يعكس كفاح الإنسان للتأقلم مع البيئة القاسية والانتفاع بما تجود به، ولذلك فإن مسكن البدوي (بيت الشعر) مصنوع من شعر الماعز وصوف أغنامه، وغذاؤه من حليب ولحوم قطيعة. وتمثل الخيمة أو بيت الشعر الملجأ الذي يرتاح فيه من عناء حياته الشاقة ويمتع نظره بالمنسوجات الزاهية بألوانها ونقوشها الجميلة والتي تختلف بالمقارنة مع بساطة حاجياته المادية.
والسدو من حرف البادية الأساسية التي تعبر المرأة من خلالها عن مهارة يدوية فائقة. فالفتاة تبدأ بمزاولة الحرفة منذ نعومة أظفارها وتعمل على مساعدة أمها في الغزل والصباغة وحياكة أجزاء بيت الشعر (الفلجان). وعند بلوغها سن السادسة عشر غالبا ما تكون قد ألمت بحياكة أغلب النقوش. وتلقب المرأة الماهرة في الحياكة ”ظفرة“، أي فائزة، وكانت تحظى بكثير من إعجاب وتقدير جماعتها.
وتقوم النساء بغزل الصوف الذي يجز في أواخر فصل الربيع. وعند استقرار القبيلة في فصل الصيف. تبدأ النساء بالسدو والحياكة مستخدمات في ذلك نولاً أفقياً بسيطاً يسهل تركيبه ونقله، بالإضافة إلى مغزل يدوي. وتمر حياكة الصوف بمراحل مختلفة، من جز للصوف إلى تنظيفه إلى غزله ثم صباغته، وكل مرحلة منها ضرورية ومهمة لجودة المنتج. والسدو أساساً عبارة عن نسيج مسطح وجهه وظهره متشابهان باستثناء النقوش. ومن أهم النقوش التقليدية