يعد مشروع سوق السالمية التجاري رمزاً للنهضة العمرانية التي تشهدها الكويت في مختلف المجالات والتي تجلت في فنون العمارة والبناء، بدءاً من المنازل والأبراج السكنية والإدارية والمباني الحكومية وحتى الأسواق التجارية، والطرق والكباري والحدائق والمنتزهات.
وقد أبدع المهندس المعماري في تصاميم سوق السالمية الذي يعد اكبر سوق تجاري في الكويت من حيث المساحة وتنوع الأنشطة وتعدد الخدمات، والأجمل من ناحية تناسق الألوان واستغلال المساحات الجمالية، واستحداث التناغم بين التراث القديم، وانسياب حضاري بين أقسامه، وتوفير جميع الخدمات في عمل متكامل يعد سبقاً حضارياً ونموذجاً لما يجب أن تكون عليه الأسواق في عصر التكنولوجيات المتقدمة، مستلهماً الفخامة والأصالة من تاريخ الحضارة الإسلامية القديمة.
وليكون سوق السالمية معبراً عن عراقة الماضي وأصالته، وإبداع وتطور الحاضر، مع مراعاة المحافظة على الطراز العربي والإسلامي، وذلك من خلال النقوشات العربية والإسلامية، وليكون سوقاً للعائلة لتجد فيه كل ما تحتاج إليه تحت سقف واحد وبأسعار مناسبة جداً وفي متناول جميع الفئات.
ويعد ذلك تطبيقاً للتوجه العام الذي اقره مجلس الوزراء لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ وإدارة مشاريع التنمية العمرانية، ورغبة من الدولة في وضع هذا التوجه موضع التنفيذ بإتاحة الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ وإدارة بعض المشاريع التنموية بنظام الـ (BOT) والذي يعني بناء، ثم إدارة، ثم تحويل، وفق الشروط والضوابط التي تضعها وزارة المالية (إدارة أملاك الدولة).
إن سوق السالمية بالإضافة إلى نشاطه التجاري الهادف إلى المساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية يعد علامة بارزة في فنون العمارة، والذي يعكس مدى إصرار الكويتيين على احتلال الصدارة في عالم هندسة البناء، والتفوق في التخطيط والتنظيم والتنسيق الذي يحقق للكويت التميز كمركز تجاري في المنطقة.
ويلبي هذا المشروع الكبير احتياجات المواطنين والمقيمين في دولة الكويت خاصة في محافظة حولي، حيث تحيط به ومن كافة جوانبه مناطق سكنية ذات كثافة سكانية عالية، مثل: "السالمية، الرميثية، البدع، سلوى، حولي، الجابرية، السرة، بيان، مشرف وضاحية صباح السالم".