كشفت دراسة حديثة أجرتها تولونا، الشركة العالمية في أبحاث السوق الرقمية، شملت أسواق الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، عن طفرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط نحو زيادة الاستهلاك في الأغذية والمشروبات النباتية خاصة خلال السنوات القليلة الماضية. وخلصت الدراسة الى أن أكثر من نصف المستهلكين في هذين السوقين اما قد قاموا بتجربة المواد الغذائية النباتية أو أنهم قد تحولوا اليها فعلا في الأشهر الستة الماضية مقابل 9% فقط أفادت الى أن قد بدأت فعلا في تجربة مثل هذه المنتجات منذ أكثر من عاملي. وعلاوة على ذلك، فان نحو 50% من المستهلكين النابتيين يتوقعون زيادة في استهلاك المزيد من هذه المنتجات خلال العامين المقبلين وبذلك، تشير الوتيرة المتزايدة لانتشار المواد الغذائية النباتية الى حدوث نوع من الثورة في صناعة الأغذية والمشروبات.
وقد أوضحت الدراسة على أن الاتجاه المتزايد نحو المأكولات والمشروبات النباتية لم يعد مقتصرا فقط على فئة محددة من المستهلكين النباتيين كما كان الاعتقاد سائدا، بل أن أقل من ثلث المستهلكين لهذه المواد هم فعلا نباتيون. وفي كل من أسواق الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية فان ثلاثة من أصل عشرة مستهلكين يعتبرون أنفسهم يتمتعون بمرونة في الاستهلاك أي أنهم على الاغلب نباتيون ولكن يتناولون المنتجات الحيوانية بين وقت وآخر. وبناء عليه فان سوق المواد النباتية أكبر بكثير مما كان متوقعا وبذلك، يمكن للعلامات التجارية بيع المنتجات النباتية في جميع أنواع الأسواق وليس فقط في المتاجر المتخصصة. وبالمثل يكن أيضا وضع المنتجات النباتية على الرفوف في متاجر الأغذية.
ووجدت الدراسة أنه عندما يتعلق الامر بشراء الأطعمة والمشروبات فان العوامل الأكثر تأثيرا هي عوامل الجودة والنضارة والقيمة الغذائية. وعندما يتعلق الامر باعتماد نظام غذائي نباتي فان أهم المحفزات هي تحسين نوعية الحياة والحفاظ على وزن صحي. وبالواقع فان نحو 60% من المستهلكين النباتيين يمارسون الرياضة بمعدل مرتين الى خمس مرات في الأسبوع مما يؤكد التزامهم بتحقيق الأهداف الصحية للاستفادة الكاملة من إمكانات النمو الهائلة التي توفرها الأغذية النباتية.
الى ذلك، يولي المستهلكون في الشرق الأوسط أهمية متزايدة للاستدامة والمحافظة على البيئة، مما أدى الى زيادة الطلب من قبل المستهلكين على توفير المعلومات التي تثبت أن هذه المنتجات تمتثل للوائح الغذائية المعتمدة، وقد أعرب أكثر من ثلث المشاركين في الدراسة عن قلقهم المتزايد إزاء توفير الشفافية من قبل شركات الإنتاج مطالبين أن تقوم هذه الشركات بتوفير هذه المعلومات عبر مواقعها على منصات التواصل الاجتماعي او المواقع الالكترونية وعلى أغلفة المنتجات.
ومن المثير للاهتمام أن تفعيل التجربة الأولية يبدو أن له تأثير قوي في تشجيع سكان الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على شراء المنتجات النباتية حيث أن 50% من مستهلكي المواد الغذائية في هذين السوقين قد أفادوا أنهم سوف يعملون على شراء المنتجات النباتية حالا في حال كان مذاقها إيجابيا.
بالإضافة الى ذلك، فان تسعير المنتجات الغذائية اليوم هو أكثر أهمية من قبل مع النظر الى نمو الاتجاه الى استهلاكها ومعايير التضخم. وأفاد نحو 50% من المشاركين في الدراسة بأن أسعار هذه المنتجات تعتبر مرتفعة الثمن بالنسبة لهم مقابل المنتجات الغذائية العادية. الا ان سكان منطقة الشرق الأوسط قد أفادوا عن رغبتهم بشراء المنتجات النباتية ذات الجودة العالية شرط أن تكون علامتها التجارية موثوقة وشفافة لناحية مسار الإنتاج.
وفي هذا السياق، أشارت مانيشا جونجا، مديرة الأبحاث في تولونا في منطقة الشرق الأوسط، الى أن صناعة الأغذية والمشروبات النباتية توفر قدرا هائلا من الفرص للعلامات التجارية التي تستطيع اعتماد الشفافية مع العملاء وتبين لهم فوائد هذه الأغذية على المدى الطويل على صحتهم من جهة والمساهمة في الحفاظ على البيئة من جهة أخرى. وأضافت: "مع انتاج المواد الغذائية النباتية والمشروبات وفق استخدام مكونات محلية باعتماد طريقة مستدامة للإنتاج مع مساعدة التقنيات الحديثة، فان العلامات التجارية تستطيع أن تستبدل مقولة "السعر المرتفع" بأن المنتج "يستحق قيمته المالية" في الشرق الأوسط".