في فيينا، يمكن للرفاهية أن تتخذ طابعاً تقليدياً للغاية، فعلى الرغم من أن النظام الملكي النمساوي المجري انتهى منذ عام 1918 إلا أن معايير الجودة العالية التي وضعها المورّدون السابقون للبلاط الإمبراطوري، لا تزال تُتبع في العصر الحديث، حيث تم منح ما يقارب من الـ 500 شركة الختم الملكي الإمبراطوري "كي يو كي"، وقد جعلها هذا التكريم تقوم بمهمة توريد الخدمات والمنتجات للبلاط الإمبراطوري. لكن بغض النظر عن حصولها على هذا الختم، فإن الشركات المحليّة العريقة في فيينا مع تقاليدها الحرفيّة المميّزة، تستمر بمنح المدينة طابعاً لا يمكن تجاهله، كما تواصل وضع لمساتها الخاصة على تجارب التسوّق الفريدة في القرن الواحد والعشرين.
الرفاهية في فيينا تبدأ من مطارها
قام مطار فيينا بإعادة تشغيل المبنى 2 بدءاً من تاريخ 29 مارس 2022 كي يمنح المسافرين تجربة سفر جديدة. فقد تم تحديث أقدم مبنى في المطار وتوسيعه كي يقدّم ميزات جديدة، وبفضل ذلك أصبح بإمكان المسافرين الاستمتاع بصالة عصريّة وحصريّة على مساحة 2,400 متر مربع إلى جانب مطعم جديد وخيارات التسوق المتنوعة. هنا، يمكن اختبار تاريخ فيينا العريق والمنتجات التي كان الموردون السابقون يقدمونها للبلاط الإمبراطوري، وذلك مباشرة عند الوصول، حيث تم تزيين القاعة بحد ذاتها بثريّات أنيقة ضخمة صُنعت من قِبل الشركة العائلية التقليدية الفينيية جي & أل لوبمير، والتي تُعد رمزاً لفخامة المنتجات المصنوعة يدويّاً في فيينا.
تأسست شركة جي & أل لوبمير عام 1823، ويقع مقرّها الرئيسي في أكثر أحياء التسوّق شهرة، وهو حي كارنتنر شتراسه في مركز المدينة، حيث تقوم بصنع ثريّات بجميع الأشكال والأنماط إلى جانب الزجاج الكريستالي العالي الجودة. وبفضل تمتعها بتاريخ عريق، تم تناقل خبرة الأجيال فيها عبر الزمن مع أرشيف زاخر، حيث تضم ورشة عمل الثريّات أكثر من 10,000 نموذج مصبوب، مما يتيح إمكانية تصنيع كل نمط من الثريّات بأسلوب أصيل وابتكار أفكار لا حصر لها، فهنالك على سبيل المثال مجموعة متنوعة من 17 لوناً من الذهب متوفرة للاختيار منها.
وكانت هذه الشركة تقوم بتوريد منتجاتها للقصر الإمبراطوري في فيينا إلى جانب عائلات ملكيّة أخرى، كما تتواجد إحدى الثريّات الأضخم التي قامت شركة لوبمير بتصنيعها في المسجد الحرام في مكة، بالمملكة العربية السعودية.
أول فندق تابع لعلامة روزوود في البلدان الناطقة بالألمانية
يشكّل فندق روزوود فيينا ذو الخمس نجوم إحدى الإضافات الفاخرة الجديدة، ومن المقرر افتتاحه في موقع ممتاز في الحي الأول بتاريخ 15 يوليو 2022. يُعتبر هذا الفندق خامس فنادق روزوود في أوروبا والأول في البلدان الناطقة بالألمانية. وفيه يمكن للضيوف المميزون الاختيار من بين 99 غرفة وجناحاً فسيحاً بينما تتوافر العديد من قاعات الفعاليات لعقد الاجتماعات، المؤتمرات والتجمعات على اختلاف أنواعها. ويضم الفندق عدة خيارات من المطاعم ومرافق الترفيه، بما في ذلك بار على السطح مع إطلالات استثنائية على المدينة، ومطعم نابض بالحياة مع حديقة تراس حيث يقدم المأكولات الأوروبية المحضّرة لجذب الضيوف والسكان المحليين على حد سواء. وتجدر الإشارة إلى أن عمليّة إعادة هيكلة المبنى التاريخي، الذي كان في السابق مبنى لبنك في عام 1830، تمتّ بأسلوب فاخر وحافظت بنجاح على سحر العقار الأصيل. وقد تم تزيين فندق روزوود فيينا بأعمال يدويّة من قبل لوبمير أيضاً، ففي الجناح الرئاسي، هوفمان هاوس، الذي يأتي بمساحة 178 متراً مربعاً، تتدلى ثريّا ميتروبوليتان الشهيرة لتضفي أناقة وفخامة فيينا على المكان.
وفي هذا الإطار يقول ماتياس شفيندل، مدير العلاقات الإعلامية في هيئة سياحة فيينا والمسؤول عن سوق الشرق الأوسط: "نتطلع قدماً لاستقبال الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي كي يستمتعوا بوجهة السفر الرائدة فيينا عن قرب. توفر فيينا العديد من المفاجآت لضيوفنا محبي الفخامة من منطقة الخليج، والذين يفضلون الاستمتاع بالأشياء الأنيقة في الحياة. وبالتأكيد لن تكتمل تجربة فيينا إن لم يرافقهم سحر المدينة المعهود خلال رحلة استكشافهم لمعالمها".