في يوم غائم وممطر، نزلنا من شقتنا بغاية شراء بعض الاغراض واثناء خروجنا من مصعد العمارة، رأينا جارتنا تطلب من الحارس المساعدة لأن زوجها داخل البيت ولكنه لا يرد على هاتفه ولم يفتح لها الباب رغم انها ضغطت على الجرس مرات عدة.
في البداية، كانت تصرفاتها طبيعية وكانت تضع احتمالات انه في الحمام او انه غارق في النوم ولكن مع مرور الوقت وتكرار المحاولات، بدأ القلق يغيم على الاجواء.
العوامل التي زادت الامر سوءا هي وجود سيارة الزوج اي انه لم يخرج بالسيارة وعندما تطلبه على الهاتف، تسمع الرنة داخل البيت اي ان الهاتف في البيت ايضا وزوجها لا يرد.
وفي هذا اليوم بالذات ولسوء الحظ، خرجت الجارة من دون ان تأخذ مفاتيحها معها.
تكررت محاولات رن الجرس والطرق على الباب بقوة ولكن لا حياة لمن تنادي.
بعد مرور بعض الوقت، بدأت جارتنا تفقد صوابها واشتد التوتر والقلق كثيرا وانهمرت دموعها.
وفي تلك اللحظات، تأكدت ان هناك مكروه ما قد اصاب زوجها وانها ستدخل الى الشقة وستجده جسدا بلا روح فلا يوجد اي تفسير آخر لذلك فهو لا يخرج عادة من دون السيارة او على الاقل من دون الهاتف النقال وهو كان في البيت لحظة خروجها ولم يكن يخطط للخروج ابدا.
انهارت جارتنا المسكينة وبدأت بطلب المساعدة من كل من حولها لأنها فقدت الأمل.
عاشت جارتنا والزوجة المحبة شعور فقدان زوجها وكانت تنتظر نزول الصاعقة عليها في اي لحظة وقبل اللجوء الى الحل الاخير وهو خلع باب البيت، ظهر زوجها!
كان زوجها قد ذهب الى بيت اخيه الذي يسكن في نفس الشارع لبعض الوقت ونسي هاتفه في البيت ولم يتوقع عودة زوجته باكرا.
كم كانت صعبة تلك اللحظات، كم صعبة كانت فكرة انها خسرت شريك عمرها ولن يكمل معها درب الحياة ولكن الحمدلله، كل الافكار السوداوية التي راودت جارتنا لم تكن صحيحة في الواقع.
لا يمكن ان نلومها فأي شخص مكانها سيفكر باحتمالات بشعة ايضا وخصوصا انها صبرت لاكثر من ساعة بانتظار رد من زوجها.
من خلال هذا الموقف، اختبرت جارتنا مدى حبها لزوجها وخوفها عليه وعلمت كم هو مهم في حياتها وذاقت مرارة شعور الفراق ولو للحظات ... هذا لا يعني انها لم تكن تحبه وتخاف عليه من قبل، ولكن مثل هذه المواقف تكون مثل الصفعة التي توقظنا وتجعلنا نقدر من نحنبهم اكثر واكثر وتجعلنا نقدر وجودهم الى جانبنا اكثر واكثر.
كانت هذه قصة حقيقية رويناها لك، قصة تحمل الكثير من العمق وهي عبرة لمن يعتبر والحمدلله على سلامة جارنا والحمدلله ان حياة جارتنا الوردية استمرت ولم يحولها القدر الى شيء آخر ... الحمدلله