أصدرت "تولونا"، المزود العالمي الرائد لأبحاث السوق ورؤى المستهلكين والحلول التكنولوجية، النسخة 22 من التقرير الفصلي لقياس تغير اتجاهات المستهلكين، الذي يقدم مدخلا مثيرا للاهتمام حول المشهد الاستهلاكي المتغير في الشرق الأوسط. ويتناول هذا التقرير الأخير آثار تكاليف المعيشة، والسياق السياسي العالمي غير المؤكد، ومخاوف الاستدامة، ويسلط الضوء على تأثيرها على عادات التسوق لدى المستهلكين وعلاقتهم بالعلامات التجارية.
يركز التقرير بشكل كبير على سلوك العلامة التجارية المسؤول بيئيا واجتماعيا. وكشفت نتائج البحث أن نسبة كبيرة من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يعبرون عن تفضيلهم القوي للعلامات التجارية المخلصة والأصيلة والملتزمة بإفادة البيئة والمجتمع. ومن الجدير بالذكر أن 29٪ من المجيبين العالميين يحظون بالأولوية للعلامات التجارية المسؤولة اجتماعيا وبيئيا في دولة الإمارات العربية المتحدة، و25٪ في المملكة العربية السعودية مقارنة ب 26٪ من المشاركين العالميين. علاوة على ذلك، يسلط التقرير الضوء على أن رفض الاستثمار في منتج ما بسبب تأثيره الضار على الاستدامة هو موقف تتبناه 29٪ في دولة الإمارات العربية المتحدة، و 30٪ في المملكة العربية السعودية مقابل 22٪ على مستوى العالم. وبالمثل، توقف 25٪ في الإمارات العربية المتحدة و27٪ في المملكة العربية السعودية عن استخدام العلامة التجارية بسبب الأنشطة البيئية والاجتماعية السلبية مقارنة ب 16٪ على مستوى العالم.
وتعليقا على هذه النتائج، قال جورج عكاوي، مدير حسابات المؤسسات ورئيس مكتب الشرق الأوسط وأفريقيا في تولونا: "يتوقع المستهلكون في الشرق الأوسط أن تتماشى العلامات التجارية مع قيمهم وأن تظهر التزاما حقيقيا بالاستدامة. إنهم يبحثون بنشاط عن علامات تجارية صادقة وأصيلة ، ولديها سياسات تفيد البيئة والمجتمع ، وتكرس جهودها للحد من استخدام العبوات البلاستيكية والورقية. بالإضافة إلى ذلك، يرغب المستهلكون في الشرق الأوسط في الحصول على منتجات وخدمات تساهم بشكل فعال في إحداث تغييرات بيئية واجتماعية”.
ويكشف التقرير أيضا أن المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يظهرون رضا عاما أعلى عن حياتهم الحالية وتفاؤلا أكبر بشأن مستقبلهم مقارنة بالمتوسط العالمي. ووجدت الدراسة أن المشاركين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أبلغوا عن رضا عام عن الحياة بنسبة 59٪ و 68٪ على التوالي، متجاوزين المتوسط العالمي البالغ 47٪. وبالمثل، فيما يتعلق بالتفاؤل في المستقبل، أعرب المشاركون في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن معدلات بلغت 65٪ و67٪ على التوالي، في حين بلغ المتوسط العالمي 44٪.
ومع ذلك، فإن ارتفاع تكاليف المعيشة يشكل تحديات للمستهلكين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث أقر 69٪ و60٪ من المشاركين على التوالي بتأثيره على خطط الإنفاق الخاصة بهم. كما سادت المخاوف بشأن الأمن المالي الشخصي في ظل الظروف الاقتصادية العالمية، حيث أعرب 44٪ من المجيبين في الإمارات، و33٪ من المجيبين في المملكة العربية السعودية، و41٪ حول العالم عن قلقهم. ونتيجة لذلك، يخطط المستهلكون في الشرق الأوسط لتعديل عاداتهم في الإنفاق في الأشهر المقبلة. ووجدت الدراسة أن 27٪ من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على استعداد للتخلي عن المنتجات والخدمات الفاخرة، في حين أن 28٪ مستعدون لتقليل وتيرة تناول الطعام في الخارج.
بالإضافة إلى ذلك، يخطط 22٪ من المجيبين في الإمارات و19٪ من المجيبين في السعودية للحد من سفرهم الدولي.
ويشير التقرير إلى أن الفعالية من حيث التكلفة والاستدامة عاملان حاسمان للمستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مما يؤدي إلى مستوى عال من التجارب مع العلامات التجارية والمنتجات الجديدة. أظهر المشاركون في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ميلا كبيرا نحو تجربة علامات تجارية جديدة عبر فئات مختلفة، بما في ذلك تجار التجزئة (المتاجر والمنصات عبر الإنترنت)، وشركات الأغذية والمشروبات، ومنتجات التجميل/العناية بالبشرة/مستحضرات التجميل، والإلكترونيات/الهواتف المحمولة/أجهزة التلفزيون.
وفي ضوء هذه النتائج، يجب على العلامات التجارية إعطاء الأولوية للابتكار لتلبية الاحتياجات المتطورة للمستهلكين في قطاعات المنتجات أو الخدمات الفاخرة، والسيارات، والأغذية والمشروبات، والسفر والسياحة. ومن خلال اتخاذ تدابير تتمحور حول الابتكار، يمكن للعلامات التجارية جذب انتباه وولاء المستهلكين في الشرق الأوسط.